قال قتادة: ذكر لنا أنه لما رفع ابن مريم انتخبت بنو إسرائيل أربعة من فقهائهم فقالوا للأول: ما تقول في عيسى؟ قال: هو الله هبط إلى الأرض فخلق ما خلق وأحيا ما أحيا، ثم صعد إلى السماء، فتابعه على ذلك ناس من الناس فكانت اليعقوبية من النصارى. وقال الثلاثة الآخرون: نشهد أنك كاذب؛ فقالوا للثاني: ما تقول في عيسى؟ قال: هو ابن الله، فتابعه على ذلك ناس من الناس فكانت النسطورية من النصارى. وقال الاثنان الآخران: نشهد إنك كاذب؛ فقالوا للثالث: ما تقول في عيسى؟ قال: هو إله، وأمه إله، والله إله، فتابعه على ذلك ناس من الناس فكانت الإسرائيلية من النصارى. فقال الرابع: أشهد أنك كاذب، ولكنه عبد الله ورسوله، هو كلمة الله وروحه، فاختتم القوم فقال المرء المسلم: أنشدكم الله ما تعلمون أن عيسى كان يَطْعَمُ الطعام، وأن الله تبارك وتعالى يُطْعِمُ الطعام؟ قالوا: اللهم نعم، قال: ما تعلمون أن عيسى كان ينام؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فخصمهم المسلم.
وقوله تعالى:{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ، أي: ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة. قال قتادة: سمعوا حين لا ينفعهم السمع، وأبصروا حين لم ينفعهم البصر وقال ابن زيد: هذا في القيامة، فأما في الدنيا فلا كانت على أبصارهم غشاوة وفي آذانهم وقرًا.
وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، يجاء بالموت كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار فيقال: يا أهل