للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (٣٨) وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٩) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٤٠) } .

قال قتادة: ذكر لنا أنه لما رفع ابن مريم انتخبت بنو إسرائيل أربعة من فقهائهم فقالوا للأول: ما تقول في عيسى؟ قال: هو الله هبط إلى الأرض فخلق ما خلق وأحيا ما أحيا، ثم صعد إلى السماء، فتابعه على ذلك ناس من الناس فكانت اليعقوبية من النصارى. وقال الثلاثة الآخرون: نشهد أنك كاذب؛ فقالوا للثاني: ما تقول في عيسى؟ قال: هو ابن الله، فتابعه على ذلك ناس من الناس فكانت النسطورية من النصارى. وقال الاثنان الآخران: نشهد إنك كاذب؛ فقالوا للثالث: ما تقول في عيسى؟ قال: هو إله، وأمه إله، والله إله، فتابعه على ذلك ناس من الناس فكانت الإسرائيلية من النصارى. فقال الرابع: أشهد أنك كاذب، ولكنه عبد الله ورسوله، هو كلمة الله وروحه، فاختتم القوم فقال المرء المسلم: أنشدكم الله ما تعلمون أن عيسى كان يَطْعَمُ الطعام، وأن الله تبارك وتعالى يُطْعِمُ الطعام؟ قالوا: اللهم نعم، قال: ما تعلمون أن عيسى كان ينام؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فخصمهم المسلم.

وقوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ، أي: ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة. قال قتادة: سمعوا حين لا ينفعهم السمع، وأبصروا حين لم ينفعهم البصر وقال ابن زيد: هذا في القيامة، فأما في الدنيا فلا كانت على أبصارهم غشاوة وفي آذانهم وقرًا.

وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، يجاء بالموت كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار فيقال: يا أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>