عن قتادة:{لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} ، قال: عظيمًا، {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً} ، قال: كانت من
أهل بيت يُعرفون بالصلاح ولا يُعرفون بالفساد، قال: وكان من بني إسرائيل رجل صالح يسمى هارون، فشبّهوها به، يعني: في الصلاح. وعن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل نجران فقالوا لي: ألستم تقرءون {يَا أُخْتَ هَارُونَ} ؟ قلت: بلى، وقد علمتم ما كان بين عيسى، وموسى، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال:«ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم» . رواه مسلم وغيره.
وعن وهب بن منبه:{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} ، يقول: أشارت إليه أن كلّموه، {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} ، فأجابهم عيسى عنها فقال لهم:{إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} الآية. وقال عكرمة:{آتَانِيَ الْكِتَابَ} قضى أن يؤتيني الكتاب. وعن مجاهد:{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ} ، قال: مقامًا. وقال سفيان: معلمًا للغير. وقال قتادة: ذكر لنا أنه كان يقول: سلوني فإن قلبي لين، وإني صغير في نفسي، مما أعطاه الله من التواضع. وقال بعض السلف: لا تجد عاقّاً إلاَّ وجدته جبارًا شقيًا، ولا تجد سيّئ الملكة إلا وجدته مختالاً فخورًا.
وعن قتادة قوله:{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} امترت اليهود والنصارى، فأما اليهود فزعموا أنه ساحر كذاب، وأما النصارى فزعموا أنه ابن الله، وثالث وثلاثة، وإله، وكذبوا كلهم، ولكنه عبد الله ورسوله، وكلمته وروحه.