للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير: ثم ها هنا لعطف الخبر على الخبر، والمراد: أنه تعالى أعلم بمن يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم ويخلد فيها، وبمن يستحق تضعيف العذاب.

وعن ابن عباس قوله: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً} ، يعني: البر والفاجر. وعن ابن مسعود: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} ، قال: داخلها. وعنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يردها الناس كلهم ثم يَصْدُرون عنها بأعمالهم» . رواه أحمد وغيره. وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلاَّ تَحِلَّه القسم» .

وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يوضع الصراط بين ظهري جهنم عليه حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس فناج مسلّم، ومجروح به، ثم ناجٍ ومحتبس ومكدس فيها حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد تفقد المؤمنون رجالاً كانوا معهم في الدنيا: يصلون صلاتهم، ويزكون زكاتهم، ويصومون صيامهم، ويحجون حجهم، ويغزون غزوهم، فيقولون: أي ربنا من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا، ويزكون زكاتنا، ويصومون صومنا، ويحجون حجنا، ويغزون غزونا، لا نراهم! . فيقول: اذهبوا إلى النار فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه. فيجدونهم قد أخذتهم النار على قدر أعمالهم، فمنهم من أخذته النار إلى قدميه، ومنهم من أخذته النار إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتيه، ومنهم من

أخذته إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى عنقه، ولم تغش الوجوه. فيستخرجونهم منها، فيطرحون في ماء الحياة. قيل وما ماء الحياة يا

<<  <  ج: ص:  >  >>