للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٣٨) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (٣٩) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (٤٠) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (٤١) } .

يقول تعالى: {وَإِذَا رَآكَ} ، يا محمد هؤلاء المشركون، {إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً} ، سخريًا. يقول بعضهم لبعض: {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} ، يعيبها؟ {وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ} ، كما قال تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} .

وقوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} . قال سعيد بن جبير: لما دخلت الروح في رأس آدم وعينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخلت في جوفه

اشتهى الطعام، فوثب قائمًا قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عَجِلاً إلى ثمار الجنة فوقع، {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} .

قال البغوي: هذا خطاب للمشركين، كانوا يستعجلون بالعذاب {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ، قال الله تعالى: {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ} لا يدفعون، {عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} ، يُمنعون من العذاب، أي: لو علموا لما أقاموا عن كفّهم ولما استعجلوا، {بَلْ تَأْتِيهِم} ، أي: النار، {بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} يمهلون، {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} ، فاصبر كما صبروا، {فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} ، أي: نزل بهم العذاب الذي كانوا يستبعدون وقوعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>