يقول تعالى:{وَإِذَا رَآكَ} ، يا محمد هؤلاء المشركون، {إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً} ، سخريًا. يقول بعضهم لبعض:{أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} ، يعيبها؟ {وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ} ، كما قال تعالى:{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} .
وقوله تعالى:{خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} . قال سعيد بن جبير: لما دخلت الروح في رأس آدم وعينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخلت في جوفه
اشتهى الطعام، فوثب قائمًا قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عَجِلاً إلى ثمار الجنة فوقع، {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} .
قال البغوي: هذا خطاب للمشركين، كانوا يستعجلون بالعذاب {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ، قال الله تعالى:{لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ} لا يدفعون، {عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} ، يُمنعون من العذاب، أي: لو علموا لما أقاموا عن كفّهم ولما استعجلوا، {بَلْ تَأْتِيهِم} ، أي: النار، {بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} يمهلون، {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} ، فاصبر كما صبروا، {فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} ، أي: نزل بهم العذاب الذي كانوا يستبعدون وقوعه.