قال ابن عباس في قوله:{قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} قال: يحرسكم، {بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ} يجأرون. أي: الآلهة لا يستطيعون نصر أنفسهم فكيف ينصرون عابديهم.
{بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء} في الدنيا، {وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} فاغترّوا، {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} ، قال ابن عباس: تخرب القرية حتى يكون العمران في ناحية، {أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} أم نحن؟
وعن قتادة قوله:{قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ} ، أي: بهذا القرآن، {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ} ، يقول: إن الكافر قد صمّ عن كتاب الله، لا يسمعه ولا يشفع به ولا يعقله، {وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ} ، يقول: عقوبة، {لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} ندموا حين لا ينفعهم الندم.