عن مجاهد قوله:{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ} ، قال: هديناه صغيرًا.
وقوله تعالى:{وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ} أي: أنه أهل للهداية والنبوة {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ} ، يعني: الأصنام، {الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} أي: على عبادتها مقيمون؟ {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ} فاقتدينا بهم {قَالَ} إبراهيم: {لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} بعبادتكم إياها، {قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} يعنون: أجادٌ أنت فيما تقول، أم لاعب؟ {قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ} خلقهن، {وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} ، أنه لا إله إلا الله الذي لا يستحق العبادة غيره.
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} ، قال مجاهد: إنما قال إبراهيم هذا سرًّا من قومه، ولم يسمع ذلك إلاَّ رجل واحد فأفشاه عليه.
قال السدي: إن إبراهيم قال له أبوه: يا إبراهيم إن لنا عيدًا، لو قد خرجت معنا إليه قد أعجبك ديننا، فلما كان يوم العيد فخرجوا إليه، خرج معهم إبراهيم، فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه وقال: إني سقيم، يقول: أشتكي رجلي، فلما مضوا نادى في آخرهم، وقد بقي ضعفاء الناس، {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن