للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البغوي: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} ، يعني: إنكاري. أي: كيف أنكرت عليهم ما فعلوا من التكذيب بالعذاب والهلاك، يخوف به من يخالف النبي - صلى الله عليه وسلم - ويكذبه.

قوله تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} ، قال الضحاك: خواؤها: خرابها و {عُرُوشِهَا} سقوفها، {وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ} ، قال: لا أهل لها. وقال قتادة: عطلها أهلها، تركوها. وعن عكرمة في قوله: {وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} ، قال: مجصّص. وقال قتادة: كان أهله سدّوه وحصّنوه فهلكوا وتركوه.

وقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} فيعتبرون، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى

الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ، قال قتادة: البصر الظاهر بُلْغَةٌ ومُتْعَةٌ، وبصر القلب هو البصر النافع، وما أحسن ما قاله بعض الشعراء:

يا من يصيخ إلى داعي الشقاء وقد ... نادى به الناعيان الشَيْبُ والكِبَرُ

إن كنت لا تسمع الذكرى ففيم ترى ... في رأسك الواعيان السمع والبصرُ

ليس الأصم ولا الأعمى سوى رجل ... لم يَهْدِه الهاديان العين والأثر

لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك ... الأعلى ولا النيران الشمس والقمر

ليرحلن عن الدنيا وإن كرها ... فراقها الثاويان البدو والحضرُ

قوله عز وجل: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (٤٧) وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨) } .

قال ابن عباس: مقدار الحساب يوم القيامة ألف سنة. وعن أبي هريرة أن

<<  <  ج: ص:  >  >>