تُسْحَرُونَ} ؟ أي: فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره، مع اعترافكم وعلمكم بذلك؟
ثم قال تعالى:{بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ} ، وهو الإِعلام بأنه لا إله إلا الله، وأقمنا الأدلّة الصحيحة الواضحة القاطعة على ذلك، {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} ، أي: في عبادتهم مع الله غيره، ولا دليل لهم على ذلك.
وقوله تعالى:{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} ، أي: تفرّد بما خلقه فلم يرض أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره، ومنع الإِله الآخر عن الاستيلاء على ما خلق، {وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} ، أي: طلب بعضهم مغالبة بعض، كفعل ملوك الدنيا فيما بينهم؛ ثم نزّه نفسه فقال:{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} .