للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لابن أخيه جنادة بن أبي أمية: ألا أنبئك بماذا عليك وبماذا لك؟ قال: بلى قال: فإن عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك، وعليك أن تقيم لسانك بالعدل، وأن لا تنازع الأمر أهله، إلاَّ أن يأمروك بمعصية الله بواحًا، فما أُمرت به من شيء يخالف كتاب الله فاتبع كتاب الله» .

وقوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} . قال قتادة: يطيع الله ورسوله فيما أمراه به، ويترك ما نهياه عنه ويخشى الله فيما مضي من ذنوبه، ويَتَّقْهِ فيما يستقبل.

قوله عز وجل: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (٥٣) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ

وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٥٤) } .

قال البغوي قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} جَهْدَ اليمين أن يحلف بالله، ولا حلف فوق الحلف بالله {لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ} وذلك أن المنافقين كانوا يقولون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أينما كنت نكن معك، لئن خرجت خرجنا، وإن أقمت أقمنا، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا، فقال تعالى: {قُلْ} لهم: {لَّا تُقْسِمُوا} ، لا تحلفوا، وقد تمّ الكلام؛ ثم قال: {طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ} يعني: هذه طاعة بالقول وباللسان دون الاعتقاد، وهي معروفة: يعني: أمرٌ عرف منكم أنكم تكذبون، وتقولون ما لا تفعلون، هذا معنى قول مجاهد. {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا} ، يعني: تولّوا عن طاعة الله ورسوله،

<<  <  ج: ص:  >  >>