عن ابن عباس في قوله:{لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ، يقول: إذا خلا الرجل بأهله بعد صلاة العشاء فلا يدخل عليه خادم ولا صبي إلاَّ بإذن حتى يصلي الغداة، فإذا خلا بأهله عند صلاة الظهر فمثل ذلك.
وقوله تعالى:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ} ، أي: بعد هذه الأحوال الثلاث، {طَوَّافُونَ} .
قال في جامع البيان: أي هم: طوّافون، {عَلَيْكُم} استئناف يبين العذر في ترك الاستئذان، {بَعْضُكُمْ} طائف، {عَلَى بَعْضٍ} أو تقديره: يطوف بعضكم على بعض، أو فيكثرون التردّد لحوائجكم، فيفتقر فيهم ما لا يفتقر في غيرهم {كَذَلِكَ} ، مَثَلُ ذلك التبيين {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ} بأحوالكم، {حَكِيمٌ} فيما أمركم.
وقال البغوي: قوله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ} ، أي: الاحتلام، يريد الأحرار البالغين، {فَلْيَسْتَأْذِنُوا} ، أي: يستأذنون في جميع الأوقات في الدخول عليكم، {كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} من الأحرار والكبار، {كَذَلِكَ