البغوي: يعني: مُلِحًّا دائمًا لازمًا غير مفارق من عُذّب به من الكفار، {إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً} ، يعني: بئس موضع قرار وإقامة.
وعن ابن عباس قوله:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} ، قال: هم المؤمنون لا يسرفون فينفقوا في معصية الله، ولا يقترون فيمنعون حقوق الله. وعن إبراهيم قوله:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} ، قال: لا يجيعهم ولا يعريهم، ولا ينفق نفقة يقول الناس: قد أسرف. وروى الإمام أحمد عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«من فقه الرجل قصده في معيشته» وهذه الآية كقوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} .
وقوله تعالى:{وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} ، أي: وسطًا عدلاً، وقرئ: بكسر القاف، وهو ما تقام به الحاجة.
عن ابن مسعود قال: (سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الذنب أكبر؟ قال:«أن تجعل لله ندًا وهو خلقك» ، قال: ثم أي؟ قال:«أن تقتل ولدك خشية أن يُطْعمَ معك» ، قال: ثم أي؟ قال:«تزاني حليلة جارك» قال عبد الله: وأنزل الله تصديق ذلك {وَالَّذِينَ