قال ابن كثير: لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش، وغشيانهم الذكور، وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهنّ الله لهم، ما كان جوابهم إلا أن:{قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} ، أي: ننفيك من بين أظهرنا، فلما رأى أنهم لا يرتدعون عما هم فيه وأنهم مستمرّون على ضلالتهم تبرّأ منهم و {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ} ، أي: المبغِضين لا أحبّه ولا أرضى به، وإني بريء منكم ثم دعا الله عليهم فقال:{رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ} ، قال الله تعالى:{فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ} ، أي:
كلّهم، {إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ} وهي امرأته وكانت عجوز سوء بقيت فهلكت مع من بقي من قومها، كما أخبر الله عنهم في سورة هود وغيرها.