للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس في الدنيا الأنبياء، وأشدّهم عليهم الأقربون» ، وذلك فيما أنزل الله عزّ وجلّ قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} إلى قوله: {فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} .

وقوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} ، أي: المصلّين. قال عكرمة: قائمًا، وساجدًا وراكعًا، وجالسًا. وقال قتادة: يراك وحدك ويراك في الجمع. وقوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، أي: السميع لأقوال عباده، العليم

بحركاتهم وسكناتهم، كما قال تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} .

وقوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} ؟ هذا جواب قول المشركين: إن الشياطين يلقون القرآن على لسان محمد، فقال تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} ، ثم أخبر أنهم إنما ينزلون على من يشاكلهم ويشابههم من الكهان الكذبة فقال: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} ، أي: كذاب فاجر. قال قتادة: هم: الكهنة، تسترق الجنُّ السمع ثم يأتون به إلى أوليائهم من الإِنس.

وقوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} ، قالت عائشة: الشياطين تسترق السمع، فتجيء بكلمة حق فيقذفها في أذن وليّه، ويزيد فيها أكثر من مائة كذبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>