قال البغوي: ومعنى الآية: أنهم لفرط إعراضهم عما يُدْعَوْن إليه كالميت الذي لا سبيل إلى إسماعه، والأصمّ الذي لا يسمع، {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ} ، أي: ما أنت بمرشد من أعمى الله قلبه عن الإِيمان {إِن تُسْمِعُ} ما تسمع، {إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} مخلصون فيه مصدّقون بكتبه ورسله.
قال ابن عباس: تخاطبهم. قال ابن عمر: وذلك حين لا يؤمر بمعروف ولا يُنهى عن منكر. وعن قتادة: قوله: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} ، يقول: إذا وجب القول عليهم، والقول: الغضب. {أَخْرَجْنَا} دابة ذات زغب وريش، ولها أربع قوائم تخرج من بعض أودية تهامة. وعن
حذيفة بن أسيد الغفاري قال: أشرف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غرفة ونحن نتذاكر أمر الساعة فقال:«لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى ابن مريم عليه السلام، والدجال، وثلاثة خسوف: خسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب؛ ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا» . رواه أحمد وغيره.
وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، ولتقومنّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومنّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومنّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومنّ الساعة وقد رفع أحدكم