أكلته إلى فيه فلا يطعمها» . رواه البخاري. قال الطيبي: الآيات أمارات الساعة، إما على قربها، وإما على حصولها. فمن الأول: الدجال، ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج، والخسف. ومن الثاني: الدخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار التي تحشر الناس.
وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله يقول:«إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيّتهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على أثرها قريبًا» . رواه مسلم.
قال الحافظ ابن حجر:(فالذي يترجّح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أوّل الآيات العظام المؤذنة بتغيير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أوّل الآيات العظام المؤذِنة بتغيير الأحوال العلوية، وينتهي ذلك بقيام الساعة، ولعلّ خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب. قال: والحكمة في ذلك أن عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة، فتخرج الدابة تميّز المؤمن من الكافر، تكميلاً للمقصود من إغلاق باب التوبة، وأوّل الآيات المؤذِنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس) . انتهى.
وقال عبد الله بن عمرو:(لا تلبثون بعد يأجوج ومأجوج إلا قليلاً حتى تطلع الشمس من مغربها، فيناديهم مناد: يا أيها الذين آمنوا قد قبل منكم، ويا أيها الذين كفروا قد أغلق عنكم باب التوبة، وجفّت الأقلام وطوت الصحف) . رواه نعيم، وحماد.