وعند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه:«يخرج الدجال من أمتي - الحديث وفيه -: فبعث الله عيسى ابن مريم فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قِبَلِ الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال حبة من خير أو إيمان إلا قبضته - وفيه -:
فيبقى شرار الناس في خِفّة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا. فيتمثّل لهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان، ثم يُنفخ في الصور» . وروى أحمد وغيره من حديث أنس:«إن أمام الدجال سنون خداعات يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلّم فيها الرويبضة» . وفي حديث أبي هريرة عند ابن ماجة قيل: وما الرويبضة؟ قال:«الرجل التافه يتكلّم في أمره العامّة» .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا قعودًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس. قال قائل: وما فتنة الأحلاس؟ قال:«هي هَرَبٌ وحَرْبٌ؛ ثم فتنة السرّاء دَخَنُها من تحت قَدَمَيْ رجل من أهل بيتي يزعم أنه منّي وليس منّي، إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ ثم فتنة الدُّهَيْمَاء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة. فإذا قيل: انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنًا، ويمسي كافرًا. حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده» . رواه أبو داود. ولأحمد من حديث