{فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} ، قال: فمنها يصل الخير إليه {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ} وهو الشرك {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} . وقال ابن زيد في قوله:{مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} ، قال: أعطاه الله بالواحدة عشرًا فصاعدًا. قال البغوي: وهذا حسن.
عن مجاهد قوله:{سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} ، قال: في أنفسكم، وفي السماء والأرض والرزق. وقال ابن كثير:{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} ، أي: لله الحمد الذي لا يعذّب أحدًا إلا بعد قيام الحجّة عليه والإِنذار إليه، ولهذا قال تعالى:{سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} ، كما قال تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} .
وقوله تعالى:{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} ، أي: بل هو شهيد على كل شيء. وقد ذكر عن الإِمام أحمد رحمه الله أنه كان ينشد هذين البيتين:
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا ... تقل خلوتُ ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعة ... ولا أن ما يخفى عليه يغيبُ