{وَمَا كُنتَ ثَاوِياً} مقيمًا في أهل مدين كمقام موسى وشعيب فيهم، {تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} تذّكرهم بالوعد والوعيد. قال مقاتل يقول: لم تشهد أهل مدين فتقرأ على أهل مدين، فتقرأ على أهل مكة خبرهم ... {وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} أي: أرسلناك رسولاً، وأنزلنا عليك كتابًا فيه هذه الأخبار فتتلوها عليهم، ولولا ذلك لما علمتها ولم تخبرهم بها، {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ} بناحية الجبل الذي كلّم الله عليه موسى، {إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ} قال ابن كثير: أي: ما كنت مشاهدًا لشيء من ذلك، ولكن الله تعالى أوحاه إليك وأخبرك به رحمة منه بك وبالعباد بإرسالك إليهم {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} .