لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} ، قال قتادة: يقول: أو لم يكونوا آمنين في حرمهم لا يُغْزَوْنَ فيه ولا يخافون، {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} ، قال ابن عباس: ثمرات الأرض. قال ابن كثير: أي: من سائر الثمار مما حوله من الطائف وغيره، وكذلك المتاجر والأمتعة {رِزْقاً مِن لَّدُنَّا} ، أي: من عندنا، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} ولهذا قالوا ما قالوا.
وقال ابن زيد في قوله:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} ، قال: البطر: أشر أهل الغفلة، وأهل الباطل، والركوب لمعاصي الله؛ وقال: ذلك البطر في النعمة. {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً} ، يقول: فتلك دور القوم الذين أهلكناهم خربت فلم يعمر منها إلا أقلّها، {وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} .
وعن قتادة {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً} . وأم القرى: مكة، وبعث الله إليهم رسولاً محمدًا - صلى الله عليه وسلم -.
قال البغوي: وخصّ الأمّ ببعثة الرسول فيها، لأن الرسول يبعث إلى الأشراف، والأشراف يسكنون المدائن والمواضع التي هي أمّ ما حولها. وعن
ابن عباس:{وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} ، قال الله: لم يهلك قرية بإيمان، ولكنه يهلك القرى بظلم إذا ظَلَمَ أهلها.