للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع كتاب الله فصدّق به وآمن بما وعد الله فيه، {كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وهو هذا الكافر ليس والله كالمؤمن، {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} أي: في عذاب الله. وقال مجاهد: أهل النار أُحْضِرُوها.

قوله عز وجل: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (٦٣) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (٦٤) } .

قال البغوي: قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} في الدنيا أنهم شركائي، {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} وجب عليهم العذاب، وهم رؤوس الضلالة. {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا}

أي: دعوناهم إلى الغيّ وهم الأتباع، {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} أضللناهم كما ضللنا، {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} منهم {مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} . بريء بعضهم من بعض وصاروا أعداء، كما قال تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} .

{وَقِيلَ} للكفار: {ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ} ، أي: الأصنام لنخلّصكم من العذاب، {فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} لم يجيبوهم، {وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} . وجواب (لو) محذوف على تقدير: لو أنهم كانوا يهتدون في الدنيا ما رأوا العذاب.

وقال ابن كثير: يقول تعالى مخبرًا عما يوبّخ به الكفار المشركين يوم القيامة حيث يناديهم {فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} ؟ يعني: الآلهة التي كنتم تعبدونها في الدار الدنيا من الأصنام والأنداد، هل ينصرونكم أو تنصرونه؟

<<  <  ج: ص:  >  >>