للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عز وجل: {آلم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (٧) } .

قال ابن عباس: كان المسلمون يحبون أن تغلب الروم لأنهم أهل الكتاب، وكان المشركون يحبون أن تغلب فارس لأنهم أهل أوثان، قال فذكروا ذلك لأبي بكر، فذكره أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أما إنهم سَيُهْزَمُون» ، فذكر ذلك أبو بكر للمشركين قال: فقالوا: أفنجعل بيننا وبينكم أجلاً؟ فإن غلبوا كان لك كذا، وكذا، وإن غلبنا كان لنا كذا، وكذا، قال: فجعلوا بينه وبينهم أجلاً خمس سنين، قال: فمضت فلم يغلبوا، قال: فذكر ذلك أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: «أفلا جعلته دون العشر» ؟ قال سعيد: والبضع: ما دون العشر. قال: فغُلِبَ الروم ثم غَلَبَتْ، قال فذلك قوله: {آلم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ} ، قال: البضع: ما دون العشر، {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ} ، قال سفيان: فبلغني أنهم غلبوا يوم بدر. وعند الترمذي من حديث آخر: «وذلك قبل تحريم الرهان» .

وقوله تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} ، عن ابن عباس قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>