قال ابن كثير: يقول تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ} الدالة على عظمته أنه: {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً} ، أي: تارة تخافون مما يحدث بعده من أمطار مزعجة وصواعق مقلقة، وتارة ترجون وميضه. وما يأتي بعده من المطر المحتاج إليه؛ ولهذا قال تعالى:{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} ، وفي ذلك عبرة ودلالة واضحة على المعاد وقيام الساعة؛ ولهذا قال:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .
وعن قتادة:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} قامتا بأمره من غير عَمَدٍ: {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ} ، قال: دعاهم فخرجوا من الأرض. وقال ابن عباس: من القبور. قال ابن كثير: ثم قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} ،
كقوله تعالى:{وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولاَ} ؛ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا اجتهد في اليمين قال: والذي تقوم السماء والأرض بأمره، أي: قائمة ثابتة بأمره لها وتسخيره إياها، ثم إذا كان يوم القيامة بدّلت الأرض غير الأرض والسماوات