لَفَرِحٌ فَخُورٌ} ، أي: يفرح في نفسه ويفخر على غيره، وإذا أصابته شدّة قنط وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير بالكلّيّة، قال الله تعالى:{إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} ، أي: صبروا في الضرّاء وعملوا الصالحات في الرخاء، كما ثبت في الصحيح:«عجبًا للمؤمن، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» .
وقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} ، أي: هو المتصرّف الفاعل لذلك بحكمته وعدله، فيوسّع على قوم ويضيّق على آخرين، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .
عن الحسن:{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} ، قال: هو أن توفّيهم حقّهم إن كان عندك يسر، وإن لم يكن عندك {فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً} قل لهم الخير.
وعن ابن عباس قوله:{وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ} ، قال: هو ما يعطي الناس بينهم بعضهم بعضًا، يعطي الرجل الرجل العطيّة يريد أن يعطي أكثر منها. وقال مجاهد: هي الهدايا، وقال الضحاك في قوله:{وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} فهو ما يتعاطى الناس بينهم ويتهادون، يعطي الرجل العطيّة ليصيب منه أفضل منها، وهذا للناس عامة، وأما قوله: {وَلَا