تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} فهذا للنبي خاصة، لم يكن له أن يعطي إلا لله، ولم يكن يعطي ليعطى أكثر منه. وقال ابن عباس قوله:{وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ} ، قال: هي: الهبة، يهب الشيء يريد أن يثاب عليه أفضل منه، فذلك الذي: لا يربو عند الله لا يؤجر فيه صاحبه، ولا إثم عليه {وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ} . قال: هي: الصدقة، {تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} ، قال قتادة: هذا الذي يقبله الله ويضعفه لهم عشر أمثالها وأكثر من ذلك.
عن قتادة: قوله: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} للبعث بعد الموت {هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ} ؟ لا والله، {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} سبّح نفسه إذا قيل عليه البهتان.
وعن الحسن: في قوله: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} ، قال: أفسدهم الله بذنوبهم في بحر الأرض وبرّها بأعمالهم الخبيثة، {لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، وقال قتادة: لعل رجعًا أن يرجع، لعلّ تائبًا أن يتوب، لعلّ مستعتبًا أن يستعتب. وقوله تعالى:{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ} .