قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان في قول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} . والجنود: قريش، وغطفان، وبنو قريظة، وكانت الجنود التي أرسل الله عليهم مع الريح الملائكة. وعن مجاهد:{إذْ جاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: عيينة بن بدر في أهل نجد، {وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ} ، قال أبو سفيان قال: وواجهتهم قريظة. وعن قتادة:{وَإِذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ} شخصت. وعن عكرمة:{وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} ، قال: من الفزع. وعن الحسن:{وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} ، قال: ظنونًا مختلفة؛ ظنّ المنافقون أن محمدًا وأصحابه يستأصلون، وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله حق أنه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وعن مجاهد قوله:{هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} ، قال: مُحِّصُوا.
وقال البغوي:{هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} أي: عند ذلك اختُبِرَ المؤمنون بالحصر والقتال، ليتبيّن المخلص من المنافق. {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} حُرِّكُوا حركة شديدة.