عن قتادة: قوله: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً} ، وذلك يوم أبي سفيان والأحزاب، ردّ الله أبا سفيان وأصحابه بغيظهم، ... {لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} بالجنود من عنده والريح التي بعث عليهم. وعن أبي سعيد الخدري قال: حُبِسْنا يوم الخندق عن الصلاة فلم نصلّ الظهر، ولا العصر، ولا المغرب، ولا العشاء، حتى كان بعد العشاء بهويّ كُفِينَا وأنزل الله:{وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً} فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالاً فأقام الصلاة وصلّى الظهر فأحسن صلاتها كما كان يصلّيها في وقتها، ثم صلى العصر كذلك، ثم صلى المغرب كذلك، ثم صلى العشاء كذلك، جعل لكل صلاة إقامة وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف، {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} . رواه ابن جرير.
قال ابن كثير: ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مؤيدًا منصورًا، ووضع الناس السلاح. فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسل من وعثاء تلك المرابطة في بيت أم سلمة رضي الله عنها، إذ تبدّى له جبريل عليه الصلاة والسلام معتجرًا بعمامة من إستبرق، على بغلة عليها قطيفة من ديباج، فقال له: وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «نعم» . قال: لكن الملائكة لم تضع أسلحتها، وهذا الآن رجوعي من طلب القوم. ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تنهض إلى بني قريظة.