روى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءها حين أمره الله تعالى أن يخير أزواجه قالت: فبدأ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ... «إني ذاكر لك أمرًا فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك» وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: «إن الله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} » إلى تمام الآيتين، فقلت له: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله تعالى ورسوله والدار الآخرة؛ وفي رواية:(خيّرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يعدّها علينا شيئًا) .
وروى مسلم وغيره عن جابر رضي الله عنه قال: أقبل أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس ببابه جلُوس، والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس، فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر رضي الله عنه فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أذن لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فدخلا والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس وحوله نساؤه وهو - صلى الله عليه وسلم - ساكت، فقال عمر رضي الله عنه: لأكلمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعله يضحك، فقال عمر: يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد - امرأة عمر - سألتني النفقة آنفًا فوجأت عنقها، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه وقال:«هن حولي
يسألنني النفقة» فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان: تسألان النبي - صلى الله عليه وسلم - ما ليس عنده؟ فنهاهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلن: ولله لا نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا المجلس ما