للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس عنده؛ قال: وأنزل الله عز وجل الخيار، فبدأ بعائشة رضي الله عنها. الحديث.

قال قتادة: فلما اخترن الله ورسوله شكرهن الله على ذلك فقال: ... {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} فقصره الله عليهن. قال عكرمة: وكان تحته يومئذٍ تسع نسوة: خمس من قُرَيش: عائشة، وحفصة، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أمية، وكانت تحته: صفية ابنة حيي الخيبرية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وزينب بنت جحش الأسدية، وجويرية بنت الحارث من بني المصطلق. وقال ابن زيد: فاخترن الله ورسوله، إلا امرأة واحدة جويرة ذهبت.

قوله عز وجل: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (٣٠) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (٣١) } .

قال ابن كثير: يقول تعالى واعظًا نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - اللاتي اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، واستقرارهنّ تحت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فناسب أن

يخبرهنّ بحكمهنّ وتخصيصهنّ دون سائر النساء، بأن من يأت منهنّ بفاحشة مبيّنة. قال ابن عباس رضي الله عنهما: وهو النشوز وسوء الخُلُق، وعلى كل تقدير فهو شرط، والشرط لا يقتضي الوقوع، كقوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} فلما كانت محسانهنّ رفيعة ناسب أن يجعل الذنب لو وقع منهنّ مغلّظًا، صيانة لجنابهنّ وحجابهنّ الرفيع، ولهذا قال تعالى: {مَن يَأْتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>