عن مجاهد:{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} ، قال: ظن ظنًا فاتّبعوا ظنّه. وقال ابن زيد في قوله:{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} ، قال: أرأيت هؤلاء الذين كرّمتهم عليّ وفضّلتهم وشرّفتهم، لا تجد أكثرهم شاكرين، وكان ذلك ظنًا منه بغير علم، فقال الله:{فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ} ، قال الحسن: والله ما ضربهم بعصا ولا سيف ولا سوط، إلاَّ أمانيّ وغرورًا دعاهم إليها. وعن قتادة قوله:{إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ} ، قال: وإنما كان بلاء ليعلم الله الكافر من المؤمن.
قال البغوي: وأراد علم الوقوع والظهور، وقد كان معلومًا عنده بالغيب، {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} رقيب.
قال ابن كثير: بَيَّن تبارك وتعالى أنه الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لا نظير له ولا شريك، بل هو المستقل بالأمر وحده، من غير مشارك ولا منازع ولا معارض، فقال:{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} ، أي: من