الفراش، ويضعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم زعموا التبرك عليه، فإذا انصرفوا من عيدهم أكلوه، فقالوا لإبراهيم: ألا تخرج غدًا معنا إلى عيدنا؟ فنظر إلى النجوم فقال: إني سقيم. قال ابن عباس: مطعون، وكانوا يفرّون من الطاعون فرارًا عظيمًا. {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} إلى عيدهم، فدخل إبراهيم على الأصنام فكسرها، كما قال الله تعالى:{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ} مال إليها ميلة في خفية فقال استهزاء بها: {أَلا تَأْكُلُونَ} ، يعني: الطعام الذي بين أيديكم، {مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} ، أي: كان يضربهم بيده اليمنى لأنها أقوى على العمل من الشمال، {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} يسرعون، وذلك أنهم أخبروا بصنيع إبراهيم بآلهتهم فأسرعوا إليه ليأخذوه.
قال لهم إبراهيم على وجه الحجاج:{أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} بأيديكم.
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} بأيديكم من الأصنام، {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} ، قال مقاتل: بنوا له حائطًا من الحجر طوله في
السماء ثلاثون ذراعًا، وعرضه عشرون ذراعًا، وملأوه من الحطب، وأوقدوا فيه النار فطرحوه فيها. {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا} شرًّا، وهو: أن يحرقوه، {فَجَعَلْنَاهُمُ الأسْفَلِينَ} ، أي: المقهورين حيث سلَّم الله تعالى إبراهيم وردّ كيدهم. انتهى ملخصًا.
وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«لم يكذب إبراهيم عليه الصلاة والسلام غير ثلاث كذبات: اثنتين في ذات الله تعالى قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} ، وقوله في سارة: هي أختي» . متفق عليه.