للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَظِيمٍ (١٠٧) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (١٠٩) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١١٠) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ (١١٢) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣) } .

قال ابن كثير: يقول تعالى مخبرًا عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: أنه بعدما نصره الله تعالى على قومه وأيس من إيمانهم بعدما شاهدوا من الآيات العظيمة، هاجر من بين أظهرهم، {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} ، يعني: أولادًا مطيعين يكونون عوضًا من قومه وعشريته الذين فارقهم، قال الله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} وهذا الغلام هو: إسماعيل عليه السلام، فإنه أول ولد بُشّر به إبراهيم، وهو أكبر من إسحاق، باتفاق المسلمين، وأهل الكتاب.

وعن ابن عباس: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} لما شبّ حتى بلغ سعيه، سعى إبراهيم. قال الأصمعي: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح إسحاق كان أو إسماعيل؟ فقال: يا أصيمع، أين ذهب عقلك؟ متى كان إسحاق بمكّة؟ إنما كان إسماعيل بمكّة، وهو الذي بنى البيت مع أبيه. وقال ابن إسحاق وغيره: فلما أُمر إبراهيم بذلك قال لابنه: يا بنيّ خذ الحبل والمدية ننطلق إلى هذا الشعب نحتطب، فلما خلا إبراهيم بابنه في شعب ثبير أخبره بما أُمر {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} .

{فَلَمَّا أَسْلَمَا} انقاد وخضعا لأمر الله تعالى. قال قتادة: أسلم إبراهيم ابنه وأسلم الابن نفسه، {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} ، قال ابن عباس: أضجعه على جبينه على الأرض. وعن قتادة: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} ، أي: وكبّه لِفِيه وأخذ

الشفرة {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} حتى بلغ: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>