قال ابن كثير: وقوله جلّت عظمته: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} ، أي: تعالى وتقدّس وتنزّه عن أن يكون له ولد، وعما يصفه به الظالمون الملحدون علوًّا كبيرًا.
وقوله تعالى:{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} استثناء منقطع، وهو من مثبت إلا أن يكون الضمير في قوله تعالى:{عَمَّا يَصِفُونَ} عائدًا على الناس جميعهم، ثم استثنى منهم المخلَصين، وهم: المتّبعون للحقّ المنزل.
عن ابن عباس قوله:{مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} يقول: ما أنتم بفاتنين على أوثانكم أحدًا إلا من قد سبق له أنه صال الجحيم. وقال الحسن: ما أنتم عليه بمضلّين إلا من كان في علم الله أنه
سيصلى الجحيم. وعن السدي في قوله:{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} ، قال الملائكة. وعن عائشة قالت: قال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما في سماء الدنيا موضع قدم إلا عليه ملك ساجد، أو قائم فذلك قول الملائكة:{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} » . رواه ابن جرير.
وعن قتادة قوله:{وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنْ الْأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} ، قال: قد قالت هذه الأمة ذاك قبل أن يبعث محمد - صلى الله عليه وسلم -: لو كان