عندنا ذكر من الأوّلين، لكنا عباد الله المخلَصين، فلما جاءهم محمد كفروا به. {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} ، وقال ابن عباس: لما جاء المشركون من أهل مكة ذكر الأوّلين وعلم الآخرين كفروا بالكتاب، ... {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} يقول: قد جاءكم محمد بذلك فكفروا بالقرآن، وبما جاء به محمد.
عن قتادة:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} ، قال: سبق هذا من الله لهم أن ينصرهم. وعن السدي في قوله:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ} ، يقول: بالحجج. {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} ، قال: حتى يوم بدر.
وقال ابن زيد في قوله:{وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ، يقول: أنظرهم فسوف يبصرون ما لهم بعد اليوم، يقول: يبصرون يوم القيامة ما ضيّعوا من أمر الله، وكفرهم بالله ورسوله وكتابه؛ قال:(فأبْصِرْهُمْ)(وأَبْصِرْ) واحد. وقال البغوي:{وَأَبْصِرْهُمْ} إذا نزل بهم العذاب، {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ، فقالوا: متى هذا العذاب؟ فقال الله عز وجل:{أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ} ، قال: وذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - حين صبّح أهل خيبر:«الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» . ثم كرّر ما ذكر تأكيدًا لوعيد العذاب، فقال:{وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْ} العذاب إذا نزل بهم: {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} .