عن ابن عباس:{وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ} ، قال: كانت ملاعب يلعب له تحتها. وقال مجاهد: كان يمدّ الرجل مستلقيًا على الأرض ثم يشدّ يديه ورجليه ورأسه على الأرض بالأوتاد. وعن قتادة:{إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} ، قال: هؤلاء كلّهم قد كذّبوا الرسل فحقّ عليهم العذاب، {وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} ، يعني: أمة محمد، {مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} ، يعني: الساعة ما لها من رجوع ولا ارتداد، {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا} ، أي: نصيبنا، حظّنا من العذاب قبل يوم القيامة، قال: قد قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقًّا فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.
وقوله تعالى:{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ، يقول تعالى: اصبر يا محمد على ما يقول قومك، فإن الرفعة والعاقبة لك، كما كانت للرسل قبلك. وعن مجاهد قوله:{ذَا الْأَيْدِ} ، قال: ذا القوة في طاعة الله، {إِنَّهُ أَوَّابٌ} إنه رجاع عن الذنوب. وقال قتادة: كان مطيعًا لله كثير الصلاة. {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} ، قال: يسبّحن مع داود إذا سبّح بالعشيّ والإشراق، {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً} مسخرة، {كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ} ، أي: مطيع. ... {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} ، قال ابن كثير: أي: جعلنا له ملكًا كاملاً من جميع ما يحتاج إليه