عن ابن عباس:{نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ، قال: الأوّاب: المسبّح. وقال قتادة: كان مطيعًا لله كثير الصلاة. وعن قتادة:{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} ، يعني: الخيل. قال ابن زيد: والصفن أن تقوم على ثلاث وترفع رجلاً واحدة حتى يكون طرف الحافر على الأرض. قال البغوي: والجياد: الخيار السراع. واحدها: جواد. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد الخيل السوابق.
قوله تعالى:{فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ} ، أي: آثرت حب الخير وأراد بالخير الخيل، وسمّيت الخيل خيرًا لأنه معقود بنواصيها الخير: الأجر، والمغنم. قال مقاتل:{حُبَّ الْخَيْرِ} ، يعني: المال، فهي الخيل التي عرضت عليه، {عَن ذِكْرِ رَبِّي} يعني: الصلاة، وهي صلاة العصر، {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} أي: توارت الشمس بالحجاب، أي: استترت بما يحجبها عن الأبصار، {رُدُّوهَا عَلَيَّ} أي: ردّوا الخيل عليّ، فردّوها، {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} . انتهى. قال إبراهيم التيمي: كانت
الخيل التي شغلت سليمان عليه الصلاة والسلام عشرين ألف فرس فعقرها. وقال الحسن: فلما عقر الخيل أبدله الله خيرًا منها وأسرع، وهي: الريح تجري بأمره كيف يشاء.