قال ابن كثير:{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} ، أي: خبر عظيم وشأن بليغ، وهو: إرسال الله تعالى إيّاي إليكم، {أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} أي: غافلون. قال مجاهد، وشريح القاضي، والسدي في قوله عز وجل:{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} يعني: القرآن. وقوله تعالى:{مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} أي: لولا الوحي من أين كنت أدري باختلاف الملأ الأعلى في شأن آدم، وامتناع إبليس من السجود له ومحاجّته ربه في تفضيله عليه؟
انتهى. وعن قتادة: قوله: {مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى} ، قال: هم الملائكة، كانت خصومتهم في شأن آدم حين قال ربك للملائكة:{إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ} حتى بلغ: {سَاجِدِينَ} ، وحين قال:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} حتى بلغ: {وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} ففي هذا اختصم الملأ الأعلى. وفي حديث معاذ الطويل عند الإِمام أحمد قال - يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني قمت من الليل فصلّيت ما قدّر لي، فنعست في صلاتي حتى استيقظت، فإذا أنا بربّي عزّ وجلّ في أحسن صورة، فقال: يا محمد أتدري فيمَ يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري يا ربّ؟ أعادها ثلاثًا، فرأيته وضع كفّه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري، فتجلّى لي كلّ شيء وعرفت، فقال: يا محمد فيمَ يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفّارات. قال: وما الكفارات؟ قلت: نقل الأقدام