للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (٤٣) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦) } .

عن قتادة: {وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} ، استقرت الجنة بأهلها، واستقرّت النار بأهلها. {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ

حِسَابٍ} ، قال قتادة: لا والله ما هناكم مكيال ولا ميزان. وعن مجاهد قوله: {مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ} ، قال: الإيمان بالله، {وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} ؟ قال ابن زيد: هذا مؤمن آل فرعون يدعونه إلى دينهم والإقامة معهم، {تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ} . {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ} ، قال قتادة: أي: لا ينفع ولا بضر: {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} ، أي: المشركون. وقال ابن وهب: قال ابن زيد في قوله: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ} ، فقلت له: أو ذلك في الآخرة؟ قال: نعم. وعن السدي: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} ، قال: أجعل أمري إلى الله، {إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} . وعن قتادة: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} ، قال: كان قبطيًا من قوم فرعون، فنجا مع موسى {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} قال السدي: قوم فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} قال: بلغني أن أرواح قوم فرعون في أجواف طير سود تعرض على النار غدوًا وعشيًا حتى تقوم الساعة {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} قال ابن عباس: يريد ألوان العذاب، غير الذي كانوا يعذبون به منذ أغرقوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>