للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس قوله: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} ، قال: يعني بالعظيم: الوليد بن المغيرة القرشي، أو حبيب بن عمرو الثقفي؛ وبالقريتين: مكة، والطائف. وقال ابن زيد: كان أحد العظيمين عروة بن مسعود الثقفي. وعن ابن عباس قال: لما بعث الله محمدًا رسولاً، أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر منهم، فقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرًا مثل محمد، قال: فأنزل الله عز وجل: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ} ، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ} يعني: أهل الكتب الماضية، أبشر كانت الرسل التي أتتكم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة أتتكم، وإن كانوا بشرًا فلا ينكروا أن يكون محمد رسولاً. قال: ثم قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى} أي: ليسوا من أهل السماء كما قلتم. قال: فلما كرر الله عليهم الحجج قالوا: وإذا كان بشرًا فغير محمد كان أحق بالرسالة: فلولا {نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} ، يقولون: أشرف من محمد - صلى الله عليه وسلم -، يعنون الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان يسمى ريحانة قريش، هذا من مكة ومسعود بن عمرو الثقفي من

أهل الطائف؛ قال: يقول الله عز وجل ردًا عليهم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} . أنا أفعل ما شئت.

وعن قتادة: قال: قال الله تبارك وتعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ} فتلقاه ضعيف الحيلة عيي اللسان، وهو مبسوط له في الرزق، وتلقاه شديد الحيلة بسيط اللسان. قال جل ثناؤه: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} كما قسم بينهم صورهم، {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً} قال: ملكة. وقال السدي: يستخدم بعضهم بعضًا في السخرة. وقال ابن زيد: هم بنو آدم جميعًا وهذا عبد هذا، ورفع هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>