{وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء} أي: ولا تغني عنهم الآلهة التي عبدوها من دون الله شيئًا {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} . ثم قال تبارك وتعالى:{هَذَا هُدًى} يعني: القرآن {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ} .
قال ابن كثير: يذكر تعالى نعمه على عبيده فيما سخر لهم من البحر {لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ} وهي السفن {فِيهِ بِأَمْرِهِ} تعالى، فإنه هو الذي أمر البحر بحملها {وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ} ، أي: في المتاجر والمكاسب، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، أي: على حصول المنافع المجلوبة إليكم من الأقاليم النائية والآفاق القاصية، ثم قال عز وجل:{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ، أي: من الكواكب والجبال والبحار والأنهار، وجميع ما تنتفعون به، أي: الجميع من فضله وإحسانه ولهذا قال: {جَمِيعاً مِّنْهُ} ، أي: من عنده وحده لا شريك له في ذلك، كما قال تبارك وتعالى:{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} .
وقوله تعالى:{قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ} ، أي: ليصفحوا عنهم ويتحملوا الأذى منهم، وكان هذا في ابتداء الإسلام، أمروا أن يصبروا على أذى المشركين وأهل الكتاب ليكون ذلك كالتأليف لهم، ثم لما أصروا