عن قتادة:{أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ} لعمري لقد تفرق القوم في الدنيا، وتفرقوا عند الموت، فتباينوا في المصير. وقال البغوي:{أًمْ حَسِبَ} بل حسب {الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} اكتسبوا المعاصي والكفر {أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} نزلت في نفر من مشركي مكة قالوا للمؤمنين: لئن كان ما تقولون حقًا لنفضلن عليكم في الآخرة كما فضلنا عليكم في الدنيا {سَوَاء مَّحْيَاهُم} يعني: أحسبوا أن حياة الكافرين ومماتهم، كحياة المؤمنين وموتهم سواء؟ كلا {سَاء مَا يَحْكُمُونَ} بئس ما يقضون.
وعن ابن عباس:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ، قال: ذلك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان. وقال قتادة: لا يهوى شيئًا إلا ركبه، لا يخاف الله، {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} . قال ابن عباس: أضله
الله في سابق علمه. قال ابن كثير: وقوله: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} يحتمل قولين أحدهما: وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك، والآخر: وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه؛ والثاني يستلزم الأول ولا ينعكس. {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ