للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كرسيه علمه ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكًا واصطفى منا خير خلقه رسولاً، أكرمه نسبًا، وأصدقه حديثًا، وأفضله حسبًا، فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على وحيه، فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به، فآمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قومه وذي رحمه أكرم الناس حسبًا، وأحسن الناس وجوهًا، وخير الناس فعالاً، ثم كان أول الخلق إجابة، واستجاب لله حين دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نحن أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبدًا وكان قتله علينا يسيرًا، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم. فقام الزبرقان بن بدر فقال:

نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... منا الملوك وفينا تنصب البيع

وكم قسرنا من الأحياء كلهم ... عند النهاب وفضل الغر يتبع

ونحن يطعم عند القحط مطعمنا ... من الشواء إذا لم يؤنس القزع

بما ترى الناس تأتينا سراتهم ... من كل أرض هويًا ثم نسطع

فنحر الكوم عبطًا في أرومتنا ... للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا

فلا ترانا إلى حي نفاخرهم ... إلا استفادوا فكانوا الرأس يقتطع

فمن يفاخرنا في ذاك نعرفه ... فيرجع القوم والأخبار تستمع

أنا أبينا ولا يأبى لنا أحد ... أنا كذلك عند الفخر نرتفع

<<  <  ج: ص:  >  >>