عن أنس بن مالك:(أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية فأراهم القمر شقّتين، حتى رأوا حراء بينهما) . متفق عليه. وعند ابن جرير من حديث ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة، فسلوا السفار فسألوهم فقالوا: نعم، قد رأيناه فأنزل الله تبارك وتعالى:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} . وعن قتادة: قوله: {وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} ، قال: إذا رأى أهل الضلالة آية من آيات الله قالوا: إنما هذا عمل السحر يوشك هذا أن يستمرّ ويذهب {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} أي: واقع بأهل الخير الخير وبأهل الشرّ الشرّ {وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} أي: هذا القرآن. قال سفيان: المزدجر المنتهى.
{حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} ، قال البغوي: يعني: القرآن حكمة تامّة، وقد بلغت الغاية