للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الزجر، {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} وهذه كقوله تعالى: {وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} . {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} ، قال ابن

كثير: أعرض عنهم وانتظرهم، {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ} وهو موقف الحساب، {خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ} ، أي: ذليلة أبصارهم، {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ * مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} ، قال قتادة: عامدين إلى الداعي، {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} ، وهذه الآية كقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} .

قوله عز وجل: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (٩) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (١٣) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ (١٤) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (١٥) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٦) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (١٧) } .

عن مجاهد: {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} ، قالوا: استطير جنونًا. وقال ابن زيد في قوله: {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} قال: اتهموه وزجروه وأوعدوه وقرأ: {لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} . وعن سفيان: {فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} ، قال: ماء السماء وماء الأرض. وعن قتادة في قوله: {ذَاتِ أَلْوَاحٍ} قال: معاريض السفينة {وَدُسُرٍ} ، قال: دسرت بمسامير. وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} قال ابن كثير: أي: بأمرنا بمرأى منا وتحت حفظنا

<<  <  ج: ص:  >  >>