قال الحسين بن فضل:{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ} ، في الدنيا ونار في الآخرة، {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ} ، قال ابن عباس: إني أجد في كتاب الله قومًا يسحبون في النار على وجوههم، يقال لهم:{ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} ، لأنهم كانوا يكذبون بالقدر. وعن أبي هريرة أن قريشًا خاصمت النبي - صلى الله عليه وسلم - في القدر، فأنزل الله:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} ، قال ابن عباس: يريد أن قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر. وقال ابن زيد في قوله:{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} ، قال: أشياعكم من أهل الكفر من الأمم الماضية، يقول: فهل من أحد يتذكّر وكلّ شيء فعلوه في الزبر؟ قال ابن كثير: أي: مكتوب عليهم في الكتب التي بأيدي الملائكة عليهم السلام {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ} أي: من أعمالهم، {مُسْتَطَرٌ} أي: مجموع عليهم ومسطر في صحائفهم. ذكر أن رجلاً عمل ذنبًا فاستصغره، فأتاه آت في منامه فقال له:
لا تحقرنّ من الذنوب صغيرا ... إن الصغير غدًا يعود كبيرا
إن الصغير ولو تقادم عهده ... عند الإله مسطّر تسطيرا
فازجر هواك عن البطالة لا تكن ... صعب القياد وشمّرن تشميرا
إن المحبّ إذا أحبّ إلهه ... طار الفؤاد وأُلهم التفكيرا