عن قتادة:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ} ، قال: كان هذا الحيّ من العرب أمة أمية ليس فيها كتاب يقرؤونه، فبعث الله نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رحمة وهدى يهديهم به، {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} . قال ابن جرير: يقول: ويطهّرهم من دنس الكفر، {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} قال قتادة: السنّة. وقال ابن زيد:{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} كما صنع بالأولين {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} قال ابن كثير: وذلك أن العرب كانوا قديمًا متمسّكين بدين إبراهيم الخليل عليه السلام، فبدّلوه وغيّروه وقلبوه وخالفوه، واستبدلوا بالتوحيد شركًا وباليقين شكًّا، وابتدعوا أشياء لم يأذن بها الله، وكذلك أهل الكتاب قد بدّلوا كتبهم وحرّفوها وغيّروها وأوّلوها، فبعث الله محمدًا صلوات الله وسلامه عليه بشرع عظيم كامل شامل لجميع الخلق، فيه هدايتهم والبيان لجميع ما يحتاجون إليه من معاشهم ومعادهم، والدعوة لهم إلى ما يقرّبهم إلى الجنة ورضا الله عنهم، والنهي عما يقرّبهم إلى النار
وسخط الله تعالى. حاكم فاصل لجميع الشبهات والشكوك والريب في الأصول والفروع.