وعن مجاهد في قوله:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ، قال: الأعاجم. وعن أبي هريرة قال: كنا جلوس عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فنزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ، قال رجل من هؤلاء: يا رسول الله، قال: فلم يراجعه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حتى سأله مرتين أو ثلاثاً، قال: وفينا سليمان الفارسيّ فوضع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان فقال:«لو كان الإِيمان عند الثريا، لناله رجال من هؤلاء» . رواه ابن جرير. وقال ابن زيد:«هؤلاء» كلّ من كان بعد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة، كلّ من دخل في الإسلام من العرب والعجم. وعن مجاهد في قول الله:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ، قال: من ردف الإِسلام من الناس كلُّهم. وعن سهل بن سعد الساعديّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال ونساء من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب» . ثم قرأ:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} يعني: بقية من بقي من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. رواه ابن أبي حاتم. قال في جامع البيان: وكلّ من أسلم صار منهم. قال: المسلمين كلّهم أمة واحدة.
قال ابن كثير: وقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} أي: ذو العزة والحكمة في شرعه وقدره. وقوله تعالى:{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ
مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} ، يعني: ما أعطاه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - من النبوّة العظيمة، وما خصّ به أمته من بعثه - صلى الله عليه وسلم -.