يأمر تعالى بذكره دائمًا والإكثار منه بعد قضاء المناسك. قال سعيد ابن جبير عن ابن عباس: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَاذْكُرُواْ اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} .
وقوله تعالى:{فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} ، أي: حظ ونصيب، قال ابن عباس: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهم اجعله عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزل الله فيهم:{فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} ، وكان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فأنزل الله: ... {أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} .
وقوله تعالى:{وَاذْكُرُواْ اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} . قال ابن عباس: الأيام المعدودات: أيام التشريق، والأيام المعلومات: أيام العشر. وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تصوموا هذه الأيام - يعني: أيام منى - فإنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل» . رواه ابن جرير. وقال ابن عباس وغيره: الأيام المعدودات أربعة أيام: يوم النحر، وثلاثة بعده.
وقوله تعالى:{فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} . قال قتادة: قوله: {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ} ، أي: من أيام التشريق