قال ابن كثير: يمجّد تعالى نفسه الكريمة ويخبر أنه بيده الملك، أي: هو المتصرّف في جميع المخلوقات بما يشاء، لا معقب لحكمه ولا يُسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله، ولهذا قال تعالى:{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} . وعن قتادة في قوله:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} ، قال: أذلّ الله ابن آدم بالموت، وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء، وجعل الآخرة دار جزاء وبقاء.
وقوله تعالى:{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ، قال الفضيل بن عياض:{أَحْسَنُ عَمَلاً} أخلصه وأصوبه، وقال: العمل لا يُقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، فالخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنّة. {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ} قال قتادة: من اختلاف {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} يقول: هل ترى من خلل يا ابن آدم؟ {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً} قال: صاغرًا {وَهُوَ حَسِيرٌ} ،
يقول: معيّ لم ير خللاً ولا تفاوتًا، {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} قال: إن الله جلّ ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال: