عن مجاهد:{سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ} يقول: تغلي كما يغلي القدر {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} ، قال ابن عباس: تكاد يفارق بعضها بعضًا وتتفطر. وقال ابن زيد:{مِنَ الْغَيْظِ} على أهل معاصي الله غضبًا لله وانتقامًا له. وعن ابن عباس: قوله: {فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} ، يقول: بعدًا.
وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} . قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره إن الذين يخافون ربهم بالغيب يقول وهم لم يروه: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} يقول: لهم عفو من الله عن ذنوبهم
{وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} ، يقول وثواب من الله لهم على خشيتهم إياه بالغيب جزيل. وقال ابن كثير: يقول تعالى مخبرًا عمن يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه، إذا كان غائبًا عن الناس، فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد إلا الله تعالى، بأنه له {مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} ، أي: تكفّر عنه ذنوبه، ويجازى بالثواب الجزيل، كما ثبت في الصحيحين:«سبعة يظلّهم الله في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه» . فذكر منهم: «رجلاً دعته امرأة