قال ابن زيد في قوله:{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} ، أقسم بالأشياء حتى أقسم يما تبصرون وما لا تبصرون. قال ابن القيّم:(وهذا أعمّ قسم وقع في القرآن، فإنه يعمّ العلويّات والسفليّات، والدنيا والآخرة) .
{إِنَّهُ} ، قال البغوي: يعني: القرآن. {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} ، أي: تلاوة {رَسُولٍ كَرِيمٍ} يعني: محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن كثير: أضافه إليه على معنى التبليغ، لأن الرسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسِل، ولهذا أضافه في سورة التكوير إلى الرسول الملكيّ. وعن قتادة:{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ} طهّره الله من ذلك وعصمه.
{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} طهّره من الكهانة وعصمه، {تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} ، قال ابن كثير: يقول تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا} ، أي: محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لو كان كما يزعمون مفتريًا علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك لعاجلناه بالعقوبة. وقال ابن جرير:{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا} محمد بعض الأقاويل الباطلة، وتكذّب علينا {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} يقول: أخذنا منه بالقوّة منا والقدرة {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ} ، نياط القلب. وعن ابن عباس:{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} يقول: عرق القلب. وقال مجاهد: حبل القلب الذي في الظهر {فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} . وعن قتادة:{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} قال: القرآن. {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} قال قتادة: ذاكم يوم القيامة.